نعلم ان الجامعات اعلى مستوى للتعليم في النظام التعليمي ، وفيها الكليات ومراكز الابحاث والمدارس والمراكز المتخصصة
جامعتنا هذه هي وليدة الفيروس الشرس (فايروس كورونا )، حيث فيها كليات ومدارس قوية جدا جدا ، فندت جميع الابحاث والدراسات بالدنيا ، وثمن تعليمها عالي ، صنعتها الازمة ونعلم جيدا ان في الازمات تتولد الفرص ، واتمنى ان فرصة دخول هذه الجامعة لا تذهب سدا ، ويجب ان نتعلم من هذه المدة الزمنية وبهذا الظرف لباقي الحياة ، ففي دروسها دراسة عميقة للكون وعبرة وعضة بقوة الله .
جامعة شديدة جدا وذهب ضحيتها الكثير ،غفر الله لمن توفى ، وحمدا لله على سلامة الناجين ،وعوض الله من خسر في تجارته أو وظيفته ، ولكن من العدالة بحقها ففي كل خيار مهما كان صغير او كبير قد تكون هناك ضحايا مثلما للزواج ضحايا وكذلك الطلاق والتجارة والعمل و قيادة السيارة وغيرها …
درس كرونا في الإدارة التعليمية
هذه الجامعة قدمت دروس فريدة في إدارة العملية التعليمية في الازمات ،واظهرت مدى حاجة واهمية التعليم عن بعد وتطويرة حيث هو حاجة أساسية وليست كمالية في عصر التقنية حتى قبل جائحة كورونا ، حيث كان التعليم بكامل فروعه غالبا قائم على الحضور، ولم يكن الاهتمام بالتعليم عن بعد بشكل جاد ، وهذه الظروف فرضته بشكل أقوى وجعلته الحل الوحيد لاستمرار التعليم .
وحقيقتا لا نهمل دور التعليم الحضوري والتعلم المباشر وخصوصا بالمواد العملية والفنية والمرحلة الابتدائية خصوصا ،حيث تكسب المتعلم خصائص اجتماعية واخرى سلوكية ومهارات التواصل والتفاعل المباشر …
ولكن هناك مواد لا يوجد لها معلم متاح ، فخيار التعليم عن بعد من “وجهة نظري “اجدها خيار جيد ومناسب بحيث يستعان بالمختص لاعطاء المعلومة أو المادة العلمية من ذات مكانه ، وقد يكون لأكبر عدد ممكن ولا توكل لمن هو اقل تمكنا أو غير المختص أو يؤخر الطالب لعدم وجود معلم لهذه المادة ، فرضا فنان تشكيلي يعطي درس بمادة التربية الفنية بالتعليم العام وفق اسس اعداد الدرس التربوي “الحقيبة التدريبة للتعليم العام “
اظهرت الازمة وايام الحجر خصوصا رغبة الناس الجادة في التعلم ليجدوا ظالتهم ،وكانت منصات التعليم الافتراضي مكتظة بالمتعلمين وكذلك الحلقات الحوارية المتخصصة ، كانت هناك مشكلة الاتصال وكانت فرصة ومحفز فعلي لتطوير جودة الاتصال وجودة خدمات الانترنت بكافة اشكالة ،وكذلك ضعف المهارات لدى كثير من المتعلمين والمعلمين سواء بالتعليم العام او الاكاديمي او مدربي المراكز المتخصصة او اللقاءات والحلقات الحوارية ،حيث الذين من خارج قطاعات التعليم كانت إدارتهم او تفاعلهم الافتراضي أفضل ،والناس تعذر لحداثة التجربة بالنسبة لهم .
حيث بعض المستفيدين من التعليم عن بعد لا يملك جهاز كمبيوتر ويحضر محاضراته او اللقاءات من خلال الجوال ، وهذه التجارب جميعها رأيتها وشاهد عليها احضر لقاء واسمع متداخل يقول لا استطيع( تنفيذ الامر ) لعدم توفر كمبيوتر او آخر يقول انتهت البيانات والنت ضعيف والبعض يجهل التعامل مع التقنية او انجاز مهمة ولو كانت بسيطة .
دور الجامعة
حيث قدمت المملكة العربية السعودية بكل اقتدار وفعالية الغالي والنفيس ولم يكن درس الظاهرة الكلامية مثلما فعلت بعض الدول انما درس تطبيقي تحملته الحكومة السعودية ايدها الله تحملت تكاليف علاج الكل بما تعنية كلمة الكل ، عندما قالت حكومات ودعوا احبابكم قالت حكومتنا نحن رعاكم بعد الله و كلنا مسؤول ، قدمت الحجر الصحي للقادمين من خارج المملكة ، وتحملت تكاليف دعم القطاع الخاص ، ووفرت خدمات تقنية للتنقل واخرى تطبيقات صحية ،وكان المواطن هو مسؤول في فترة المنع وتحقيق التباعد الاجتماعي وكان شريك في تحمل بعض الاعباء المادية وقام رجال أعمال وأفراد بالتكاتف الاجتماعي والمسؤولية الاجتماعية بتقديم وحدات عقارية للصحة والاعفاء من الايجار والتخفيض عن المستاجرين ، هذه الازمة اثبتت ان هناك مواطن ووطن فعلا وكلهم مسؤول .
درس كرونا في الإسكان
حيث كما نعلم مدى أهمية السكن لكل فرد والاسرة خصوصا وهو مكان تقضية فيه يومها ، ومع أزمة كورونا اضطر الناس في البقاء في بيوتهم طوال اليوم ولا يوجد مفر إلا البيت ذاته وأصبح البيت هو كل شي سكن ومدرسة وعمل وظهرت عيوب لم تكن ترى بشكل واضح سابقا لانهم كانوا يبددون اثر تلك العيوب بالهروب من المنزل بين الاستراحات والمقاهي والاسواق والاعمال … ، حيث كان البيت للنوم فقط ، وحيث بعض المنازل لا يوجد بها مكتبة أو حتى طاولة كمبيوتر .
مع هذه الازمة جعلت لدي تفكير في إعادة دراسة فكرة تصميم المنزل ليكون مناسب للعيش فترة أطول دون الخروج من بابه بتوفير متنفس كحديقة أو بلكونة مدروسة التصميم ومساكن تكون مضيئة طبيعيا ، بدل ما تكون صناديق خرسانية مغلقة كريهة .
جائحة كورونا قدمت درسا في إدارة إسكان الحشود ، رأت جميع القطاعات هذه الكارثة التي سكت عنها كثيرا ، وكيف ظهرت كنقبلة وبالاخص في الاحياء العشوائية !! ، بعض الغرف تجمع عشرة اشخاص أو اكثر وسوء بالنظافة والتصميم ، وتم انشاء منصة السكن الجماعي للحد من تفاقم مشكلات السكن المؤلمة في قادم الايام وبتعاون وزارة الاسكان ووزارة الموارد البشرية والبلدية وفق شروط صحية وفنية .
درس كورونا في إدارة الفعاليات والمناسبات
جاء شهر رمضان المبارك وتلاه العيدين السعيدين وتصرف الجميع وفق المتاح ، وظهر الجميع في أكمل حلة للجمال وبدون الذهاب إلى المشاغل والصالونات وبدون زحمة الاسواق ، أصبح بمقدور الكل تهذيب نفسه والتهندم أمام المرآة وبأدواته البسيطة الصحية ،وبملابسة القديمة التي في خزانته ،وظهروا من خلال شاشات الهواتف وبوسائل التواصل الاجتماعي في أبهى حلة وجمال .
واستطاعوا إدارة مناسبة العيد بتكاليف أقل وراحة نفسية اعلى وأجود حيث فيما مضى كانت تشغلهم الضغوط والمتطلبات الكثيرة عن التركيز على متعة العيد السعيد ، حقيقتا لم اكن اتمنى ارى مثل هذا الظرف الاستثنائي ويخترق الشهر المبارك والعيدين ، ولكن اظهرت لنا اعياد جديدة تعلمنا فيها بقدر ما خسرنا ان البهجة لا تحتاج مزيد من العناء بل تحتاج عناية في الذات ، وتركيز في صناعتها .
ومن المؤسف توقف العبادات في الحرمين الشريفين و توقف الصلاة بالمساجد والجوامع لمدة 3 أشهر تقريبا ، وذلك حرصا على السلامة ولحق بذلك السماح باتباع البروتوكولات الصحية والتباعد الاجتماعي .
السياحة السعودية ظهرت في شعار ( تنفس ) فعلا كانت اخذ جذابة بعد هذه الشعار ، ونتمنى المزيد التطوير بالسياحة وحلولها ، وهذا ما يتم العمل عليه .
ظهرت بعد العيد السعيد بشرى أنفراج الازمة قليلا ، واحتفلت الاسر بالزواجات المختصرة جدا ، التي تمنيت انني اكون عريس بها ،ولكن فاتني القطار ، واتمنى للجميع التوفيق والسعادة .
والاخ ساعد اخوانه في الدراسة، والام اعادة التركيز نحو بيتها واسرتها ، والاب ركز على اسرته ايضا ، ويصح القول ” تعرفوا على انفسهم أكثر “
الا ترون انه من حقي ان أطلق على هذه الازمة انها ” جامعة كورونا ” واذكر فضلها في تهذيب النفس وتحمل المسئولية والاعتراف بقدرة الله وعظمتها ، جعلتنا نتكيف لمثل هذه الظروف لا قدر الله ، هذه التجربة منحتنا فرصة للتفكير والتأمل والاستثمار في المستقبل .
فختاماً ظهر اللقاح وبدأت تتوافد الجموع لاخذ هذا اللقاح وظهر ولي العهد وعدد من الوزراء وهم ياخذون اللقاح ، نستبشر ان شاء الله بإنتهاء أزمة كورونا ، وتعود الحياة لطبيعتها ، ونحن محملون في ذاكرتنا هذه الازمة ودروسها للاجيال اللاحقة .
هذه جامعة علمتنا أهمية العلم والتكنلوجيا وكيف قوتها في التغلب على أصعب الظروف.